الثلاثاء، 28 أبريل 2009

أبو الحسن علي بن أبي طالب (13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 28 فبراير 661 م) ابن عم محمد بن عبد الله نبي الإسلام، من آل بيته، وأحد أصحابه، ووصية بحسب روايات تنسب لمحمد. وهو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.
ولد في مكة لعبد مناف أبو طالب بن عبد المطّلب من سادات قريش وهو عم محمد وكافله حين توفي والديه وجده، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنوّرة بعد هجرة محمد بثلاثة أيّام وآخاه محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين, وزوجه ابنته فاطمة بنت محمد في السنة الثانية من الهجرة.
شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها محمد على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك. لقد كان علي موضع ثقة محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.
تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب محمد موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيّاً وإماماً وخليفةً للمسلمين، و أنّ محمداً قد أعلن ذلك في ما يعرف بخطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفاً لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب محمد به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.
بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بين العوام الذين قاتلهم يوم الجمل؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه سموا بالنواصب. واستمرت الفتن قائمة حتى قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.
اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء الدين في عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد السنة و الشيعة وبعض الصوفيّة.
محتويات[إخفاء]
1 حياته في مكة
1.1 ميلاده ونشأته
1.2 إسلامه
1.3 ليلة الهجرة النبوية
2 حياته في المدينة
2.1 هجرته
2.2 زواجه
2.3 أعماله في عهد محمد
2.4 غزواته مع محمد
2.5 غدير خم
3 بعد وفاة محمد
3.1 في عهد أبي بكر
3.2 في عهد عمر بن الخطاب
3.3 في عهد عثمان بن عفان
4 خلافته
5 اغتياله
6 بعد مماته
7 مكانته
7.1 أهل السنة والجماعة
7.2 الشيعة الإمامية
7.3 الشيعة الزيدية
7.4 الصوفية
7.5 الفرق المنقرضة
7.6 الباحثين المعاصرين
7.7 غير المسلمين
8 علمه
8.1 تراثه
9 شخصه
9.1 شخصيته في الفن والأدب
10 ألقابه
11 زوجاته وذريته
12 انظر أيضا
13 المصادر
14 وصلات خارجية
//

[عدل] حياته في مكة

[عدل] ميلاده ونشأته
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان [1][2].
لا يعرف يقينا متى ولد علي بن أبي طالب، لكن بحسب مصادر التراث مثل ما ورد في الاستيعاب فإنه ولد في مكة في 17 مارس 599 م لبني هاشم بطن من قريش، وهو أصغر ولد أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي، [3] وكانت لمحمد بمنزلة الأم، ربته في حجرها بعدما توفت أمه آمنة بنت وهب، وكانت من السابقات إلى الإيمان به.

الكعبة، حيث ولد علي بن أبي طالب وفقا لبعض الروايات.
تواترت الأخبار بأن عليا بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد المؤرخون الشيعة أنه المولود الوحيد داخل الكعبة وفقا لروايات تقول أن موضع بأحد جدران الكعبة يسمى المستجار قبل الركن اليماني للكعبة قد انشق لفاطمة بنت أسد حين ضربها الطلق فدخلت الكعبة وولدت علي؛ وروايات أخرى تقول أن أبو طالب فتح لها باب الكعبة فدخلتها وولدت علي بداخلها [4][5][6]. وذكر ذلك في بعض المصادر السنية منها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» [7]، وورد هذا الخبر في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة [8]. بينما ينكر بعض رجال الدين والمؤرخين السنة وقوع هذه الحادثة، حيث ضعف السيوطي سند الرواية [9]، وضعفها صاحب تهذيب الأسماء [10]، والثابت عند السنة هو أن حكيما بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة كما أورد ذلك الحاكم والذهبي وابن حجر وغيرهم [11][12][13][14]. تذكر بعض المصادر أن فاطمة أرادت أن تسميه أسد، بينما أراد أبو طالب أن يسميه زيد، لكن محمد سماه علي [15].
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثرت على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء: علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ محمد عليا، فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب [16][17][18]، وتذكر بعض المصادر أنه كان يذهب معه إلى غار حراء للتعبد والصلاة [16][19][20]، كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام حنيفا ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول بعض المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط [21].

[عدل] إسلامه
جزء من سلسلة
الإسلام
تاريخ الإسلام
العقائد و العبادات
توحيد · الشهادتين · الصلاة · الصومالزكاة · الحج
قائمة الشخصيات الإسلامية
محمد بن عبد اللهأنبياء الإسلام · الصحابةأهل البيت
نصوص و تشريعات
القرآن · حديث نبوي · الشريعةفقه إسلامي
فرق إسلامية
السنة · الشيعة · الإباضية · الأحمدية
مذاهب إسلامية
الحنفية · المالكية · الشافعية · الحنابلة ·الزيدية · الجعفرية · الإباضية
علم الكلام و الفلسفة
المعتزلة · الأشاعرة · الصوفية
حضارة الإسلام
الفن · العمارةالتقويم الإسلاميالعلوم · الفلسفةالإسلام السياسي
مساجد
المسجد الحرام · المسجد النبويالمسجد الأقصى
مدن إسلامية
مكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس · كربلاء · النجف
انظر أيضا
مصطلحات إسلاميةقائمة مقالات الإسلامالإسلام حسب البلد
عرضنقاشتعديل
أسلم علي وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذا لما جاء في القرآن [22]. وقد ورد في بعض المصادر أن محمدا قد جمع أهله وأقاربه على وليمة وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي. سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار" أو "حديث دعوة العشيرة" [23]، وقد ذكر في العديد من الكتب بروايات مختلفة منها ما أورده الطبري في تاريخه 2 ص 216 :

لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا علي، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أنى متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد، إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رحل شاة، واملأ لنا عسا من لبن؛ ثم اجمع لي بنى عبد المطلب حتى أكملهم، وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به. ثد دعوتهم له؛ وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه؛ فيهم أعمامه:أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب؛ فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة. ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم، وايم الله الذي نفس علي بيده؛ وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: اسق القوم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا منه جميعا، وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لهدما سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الغد يا علي؛ إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم إلي. قال: ففعلت، ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشيء حاجة. ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا بنى عبد المطلب؛ إنى والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به؛ إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخلفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: وإنى لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا؛ أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي ووصى ووخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. [24][25]

و في رواية أخرى حول إسلام علي ذكر ابن الأثير في أسد الغابة:

عن ابن إسحاق قال‏:‏ ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك اليوم- يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه- قال‏:‏ فوجدهما يصليان، فقال علي‏:‏ يا محمد، ما هذا? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وغلى عبادته وكفر باللات والعزى‏"‏‏.‏فقال له علي‏:‏ هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب‏.‏ فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له‏:‏ يا عليّ، إن لم تسلم فاكتم‏.‏ فمكث عليّ تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب عليّ الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فقال‏:‏ ماذا عرضت عليّ يا محمد? فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد‏"‏‏.‏ ففعل عليّ وأسلم، ومكث عليّ يأتيه سراً خوفاً من أبي طالب، وكتم عليّ إسلامه‏.‏ وكان مما أنعم الله به علي عليّ أنه ربي في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام‏. [19]

وفي رواية عن أنس بن مالك: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء» [19][26].
وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وذهب البعض مثل ابن اسحاق لأنه أول الذكور إسلاما، وإن اعتبر آخرون مثل الطبري من أهل السنة أبا بكر هو أول الذكور إسلاما مستندين إلى روايات تقول أن عليا لم يكن راشدا حين أسلم [27]، فالروايات تشير لأن عمره حين أسلم يتراوح بين عشرة وثمانية عشر عام [3]؛ وأورد الذهبي في تاريخه: «أول رجلين أسلما أبو بكر وعلي وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه» [28]. كما كان علي أول من صلى مع محمد ومع زوجته خديجة [29].
لم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح محمد لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك هرباً من اضطهاد قريش. وقاسى معه مقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب [30]. كما رافق محمدا في ذهابه للطائف لنشر دعوته هناك بعد أن حين اشتد ايذاء قريش له [31]. مكث علي مع محمد في مكة حتى هاجر إلى المدينة.

[عدل] ليلة الهجرة النبوية
مقالة رئيسية: الهجرة النبوية
في اليوم الذي عزم فيه محمد على الهجرة إلى يثرب، اجتمع سادات قريش بدار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل. حسب اعتقاد المسلمين جاء المَلَك جبريل إلى محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش بقتل محمد [32]. ويعتبر علي أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد "بليلة المبيت"؛ ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله» أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [33][34]. كان محمدا قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد. وكانوا في مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا أينما ذهب، لذا فإن بقاءه في مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ عليا معه. بقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة محمد عبر رسوله أبي واقد الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة. [35][36]

[عدل] حياته في المدينة

[عدل] هجرته

مسار الهجرة إلى يثرب؛ وأهم غزوات محمد وفتوحات الخلفاء الراشدون. شارك علي في كل غزوات محمد ماعدا غزوة تبوك.
خرج علي للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار [19][37]. بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره محمد بها ورفض الرحيل قبل أن يصل علي الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل علي مع محمد إلى المدينة [35][36]. حين وصل محمد إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار، لكنه آخى بين علي وبين نفسه وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»[38][39].

[عدل] زواجه
في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوجه محمد ابنته فاطمة ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقد روي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا إنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي [40]، فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهم على أغلب الأقوال [41]. وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي [42]، كما أنجب زينب بنت علي وأم كلثوم بنت علي والمحسن بن علي، والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي، في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس. في أكثر من مناسبة صرح ممحمد أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء [43]، ويروى أنه كان يمر بدار علي لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير[44][45].

[عدل] أعماله في عهد محمد
كان عليا موضع ثقة محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك [42]. شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه [46][47]. يروى في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجيبه أحد فبعث محمد بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام [3]؛ ولم تكن هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد [48][49]. كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل [50]. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع محمد ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة [51].

[عدل] غزواته مع محمد
شهد علي جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له‏:‏ ‏"‏ أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ‏"، وسلم له الراية في الكثير من المعارك [3][19]. عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من الوثنيين [52]. وغزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله محمد إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ[53]. وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين [54][55]. وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة حنين [39] . وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار [42] كما أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.

[عدل] غدير خم
في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام العاشر هجرياً بعد أن أتم النبي محمد مناسك حجة الوداع وخرج المسلمون عائدين لديارهم، توقف عند مكان يقال له غدير خم وخطب في المسلمين خطبة اختلفت الروايات حولها ولكن يجمع المؤرخون أنه جاء فيها «من كنت مولاه فعلي مولاه». تقول المصادر الشيعية أن في هذا اليوم نزلت الآية «اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (سورة المائدة:الآية 3)» ويفسرونها بأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي علي بن أبي طالب من بعد الرسول محمد [56][57]، وتقول مصادرهم أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه في هذا اليوم على السمع والطاعة [58]. من وجهة النظر السنية وصية النبي محمد في علي لا تدل على استخلافه من بعده وإنما تدل على مكانته، كما ينكر السنة حدوث المبايعة أو نزول الآية في هذا اليوم [59].
طالع أيضا : غدير خم.

[عدل] بعد وفاة محمد
جزء من سلسلة الإسلامالشيعة
أهل البيت
الرسول الأكرم • علي • فاطمةالحسنالحسين
مناسبات
عاشوراءالأربعينالمولد النبويعيد الفطرعيد الأضحىعيد الغدير
مدن مقدسة
مكة المكرمةالمدينة المنورةالقدسالنجف الأشرفكربلاء المقدسةمشهد المقدسةسامراء المقدسةالكاظمية المقدسةقم المقدسةالبقيع
فرق الشيعة
الإماميةالزيديةالإسماعيلية
كتب
الصحيفة السجاديةمفاتيح الجنانالقرآننهج البلاغة
انظر أيضاً
معركة صفينمعركة كربلاءالعباس بن عليجعفر بن محمدمحمد بن الحسن
عنت
بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، في النهاية تم اختيار أبا بكر ليكون خليفة النبي [60][61].
تعد الفترة من بعد موت محمد من أكثر المواضع الخلافية في التاريخ الإسلامي وخاصة فيما يتعلق بعلي بن أبي طالب وعلاقته بالصحابة، ويتخذ الخلاف منحى عقائدي حيث يرفض رجال الدين السنة والشيعة الروايات التي تعارض عقيدتهم، ويؤيدهم في ذلك علماء الجرح والتعديل من ناحية سند الروايات.
تاريخيا يروي بعض المؤرخين أن عليا كان مقتنعا بأحقيته في الخلافة [62]، وأنه كان يعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: «لو كانت الامامة فيهم، لم تكن الوصيّة بهم» ثم قال: «فماذا قالت قريش؟» قالوا: «احتجّت بأنّها شجرة الرسول»، فقال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة» [63]. ولكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبي بكر [64][65]، كما وافقهم في هذا ذلك بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن علي قد بايع وسالم. بينما يؤكد القسم الأكبر من الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبي بكر [60]. كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء ثلاثة أو أربعة منهم، وفي روايات أخرى سبعة [66]، ويصل عددهم في رأي البعض إلى ثلاثة عشرة. وهناك روايات تقول أن بني هاشم لم يبايعوا أبو بكر وبهذا لم يرتدوا يوم السقيفة [60].
يصحح رجال الدين الشيعة روايات مفادها أن علي بن أبي طالب التزم بمبدأ التقية على الرغم من أنهم تعتبر الصحابة مغتصبين لإرث النبوة وتقول أن منزل علي تعرض للحرق والاقتحام أكثر من مرة وزوجته تعرضت للضرب وكسر ضلعها وإجهاض جنينها المحسن حين عصرها عمر بن الخطاب -وفي بعض الروايات قنفذ مولى عمر- بين باب منزلها والحائط [67][68][69]، كما ويصححون رواية ذكرها سليم بن قيس أن عليا رُبط بالحبال وتكالب عليه الناس أثناء مقاومته لمهاجمي داره وكاد أن يُقتل لولا أن حال بينه وبينهم زوجته فاطمة [70][71]. ومع ذلك لم يطالب علي بحقه في القصاص لزوجته طوال فترة حكم الخلفاء الثلاثة مما يعتبره السنة موقف لا يليق بعلي بن أبي طالب وأنكروا حدوثه بينما يقول الشيعة بأنه التزام بوصية أوصاه بها محمد قبل وفاته جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا» [72]. فاستنصر علي القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة [73][74]، لكنهم أكرهوا على البيعة مجبرين، فبايع علي كارها متبعا الوصية وحقناً لدمه [26]. بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن [75]، كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي. بينما تؤكد مصادر أخرى علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور. [76]
طالع أيضا : حادثة السقيفة, الأركان الأربعة و حادثة حرق الدار.

[عدل] في عهد أبي بكر
بعد أن شيع أبو بكر جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة على منافذ المدينة - ومنهم علي بن أبي طالب - لحماية المدينة من أي اعتداء، كما استشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم، كما شارك في جنازة أبي بكر [77]. في حين ننكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة أبي بكر.
جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كنحله نحلها إياها محمد في حياته [78][79]، بينما انكر أبا بكر ومعه عمر بن الخطاب كونها نحلة، بل اعتبراها ميراثا من محمد وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند أبا بكر بحديث قال أنه سمعه من الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة» [80]. ويقول الشيعة أن فاطمة قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية.[81]
طالع أيضا : الخلاف حول ميراث فاطمة.

[عدل] في عهد عمر بن الخطاب
كان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية والدنيوية ويعمل بما يقول علي بن أبي طالب [82]، فيروى في تاريخ الطبري أن علي اقترح على عمر البدء باستخدام التاريخ الهجري [83]، ووتذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن عمر تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [84][85]. ويروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه [86][87]. قام عمر بن الخطاب برد العقارات بفدك وخيبر إلى علي والعباس وبني هاشم [88]. حين كان يحتضر رشح عمر ستة للخلافة من بعده منهم علي بن أبي طالب [89]. وينسب إلى عمر بن الخطاب قوله: «لولا علي لهلك عمر» [90]، وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».[91]

[عدل] في عهد عثمان بن عفان
تمت التصفية بين المرشحين الستة الذين رشحهم عمر قبل وفاته عن طريق عبد الرحمن بن عوف، وتم التوصل للمرشحين النهائيين وهما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب. بحسب الروايات في كتب السنة تم اختيار عثمان في النهاية وقام علي بن أبي طالب بمبايعته على كتاب الله وسنة رسولة وسنة الخليفتين أبي بكر وعمر؛ وعلى النقيض تذكر كتب الشيعة أن عبد الرحمن بن عوف عرض الخلافة على علي متبعا كتاب الله وسنة رسولة وسنة الخليفتين إلا أن عليا رفض الشرط الأخير في حين قبله عثمان فبايع الناس عثمان وبايعه علي على مضض.
احتفظ علي بن أبي طالب بمكانته الدينية والإجتماعية في عهد عثمان. وعندما وقعت الفتنة كان الثوار يذهبون إليه ويخبروه بمآخذهم على عثمان وولاته فكان يذهب بها إلى عثمان ويناقشه فيها. كما طلب منه عثمان بن عفان أن يخرج للثوار فيقنعهم بالرجوع ففعل، ورحلوا لكنهم عادوا فيما بعد وقتلوا عثمان. وحين حوصر عثمان في بيته كان عليا يؤم الناس في الصلاة [92]. أرسل علي بن أبي طالب ولديه الحسن والحسين لمنع الثوار من الدخول إلى بيته، ووبخهما حين قتلوه معتقدا أنهما تخاذلا في الدفاع عنه؛ يفسر الشيعة هذا الموقف بأن علي لم يكن يريد للعامة التطاول على الخليفة فتصبح سنة للمسلمين كلما اختلفوا مع خليفة قتلوه. كما تنكر بعض مصادر الشيعة إرساله لولديه لحراسة عثمان، فالعلاقة بين عثمان وعلي تعتبر نقطة خلافية أخرى بين السنة والشيعة، حيث يرى بعض المؤرخين الشيعة أن الثورة على عثمان كانت بهدف إعادة الخلافة لصاحبها الشرعي وهو علي أول الأئمة حسب العقيدة الشيعية، في حين يقول السنة أنها مؤامرة من شخص يسمى عبد الله بن سبأ الذي خلق الفتنة لتدمير الدولة الإسلامية. يرى بعض الباحثين أن أسباب الفتنة سياسية بحتة، فالثوار رأوا في علي بن أبي طالب المنقذ الذي سيخلصهم من ولاة بني أمية الفاسدين الذين عينهم عثمان، ويصلح الأحوال الاقتصادية حيث اتسعت الفوارق الطبقية بسبب سياسات عثمان في تفضيل بني أمية وبعض الصحابة ومنحهم العطايا والهبات في بيت مال المسلمين. [بحاجة لمصدر]
طالع أيضا : فتنة مقتل عثمان.

[عدل] خلافته

إتساع الدولة الإسلامية تحت حكم الخلفاء الراشدين. ██ معاقل الدولة الإسلامية ██ مناطق تابعة للدولة الإسلامية ██ مناطق تحت سيطرة معاوية بن أبي سفيان خلال الحرب الأهلية 656-661 ██ مناطق تحت سيطرة عمرو بن العاص خلال الحرب الأهلية 658-661
لما قتل عثمان يوم الجمعة 18 ذي الحجة، 35 هـ بويع علي بن أبي طالب بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل عثمان بالخلافة فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة وأيدهم الثوار في ذلك. يروى إنه كان كارها للخلافة في البداية واقترح أن يكون وزيرا أو مستشارا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه فضلا عن تأييد الثوار له [93][94]، فقبل خشية حدوث شقاق بين المسلمين [92]‏. تقول بعض المصادر أن أقارب عثمان والأمويين لم يبايعوا علي وتوجهوا إلى الشام، كما تقول أن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر لم يبايعا بالولاء ولكن تعهدوا بعدم الانقلاب ضده [95].[96]
و هكذا استلم علي الحكم بعد عثمان بن عفان. كان من أول قراراته عزل ولاة الدولة السابقين وتعيين ولاة آخرين، كما نقل علي عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة بعد معركة الجمل نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية آن ذاك ولكثرة مؤيديه هناك [97].
تخللت فترة حكمه بعض الفتن والمعارك التي أثرت كثيرا في مستقبل تاريخ العالم الإسلامي، أولها معركة الجمل التي تلت استلامه الحكم بستة أشهر، وكان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان وانتهت بمقتل طلحة والزبير وانتصار علي. ثم معركة صفين ضد معاوية بن أبي سفيان الذي طالب كذلك بدم عثمان، وإن كان بعض المؤرخين يرجعون ذلك لأغراض سياسية [98]، ولقرار علي بعزل معاوية. كان علي منتصرا حتى رفع جنود معاوية المصاحف على أسنة الرماح وطالبوا بالتحكيم، فوافق علي وعين أبي موسى الأشعري حكما من عنده واختار معاوية عمرو بن العاص حكم من جانبه، ولكن المفاوضات بينهما فشلت. وقُتل علي بن أبي طالب قبل أن يُحسم الخلاف. قبل موته كان معاوية يسيطر على الشام واستطاع عمرو بن العاص السيطرة على مصر وقتل واليها محمد بن أبي بكر الذي عينه علي. وأخيرا هزم الخوارج في معركة النهروان حيث خرجوا عنه ورفضوا التحكيم وتقول مصادر أنهم من أشاروا عليه بقبول التحكيم من البداية.
ورغم أن علي لم يقم بأي فتوحات طوال فترة حكمه إلا أنها اتصفت بالكثير من المنجزات المدنية والحضارية منها تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون [99][100]، وكان يدير حكمه انطلاقا من دار الإمارة، كما ازدهرت الكوفة في عهده وبنيت بها مدارس الفقه والنحو وقد أمر الإمام علي بن أبي طالب أبا الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن لأول مرة [101][102]، ويعتقد بعض الباحثين أنه أول من سك الدرهم الإسلامي الخالص [103] مخالفين بهذا المصادر التاريخية الأخرى التي تقول أن عبد الملك بن مروان هو أول من ضرب الدراهم الإسلامية الخالصة. [104]
في عهده أيضا نشط عبد الله بن سبأ وأتباعه الذين عرفوا بالسبئية والتي يعتقد البعض أنهم أصل حركة التشيع، والبعض الآخر يقول أنهم أول من قال بتأليه أئمة الشيعة، وآخرون يشككون في وجود السبئية من الأساس. يروى أن علي بن أبي جمعهم وأمر بحفر الأخاديد وأضرم فيها النيران وأعدمهم بالحرق ولم يبقى منهم إلا القليل. [105]
يعتبر العديد من الكتاب الباحثين أن علي لم يكن رجل سياسي ناجح أو لم يتمتع بالمرونة السياسية المناسبة [106]. قال عنه ويلفرد مادلونغ أنه كان متمسك بتعاليم دينه بشدة وغير مستعد للتنازل عن مبادئه من أجل المنفعة السياسية [107].

[عدل] اغتياله

مسجد الإمام علي بالنجف حيث دفن علي بن أبي طالب حسب الرواية الأكثر شيوعا.
كان علي يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء الصلاة ضربه عبدالرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، وقال جملته الشهيرة بين جمهور الشيعة: "فزت ورب الكعبة" [108][109][110]، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم [111][112]؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي بأنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال [111]. وبعد مماته تولى عبدالله بن جعفر والحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله [113]. ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب. [108]
وعبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم 17 رمضان، فنجح بن ملجم في قتل علي وفشل الآخران. [112][111]

المسجد الأزرق بمزار شريف، أفغانستان
تذكر العديد من كتب الحديث النبوي وكتب التاريخ أن محمد قد تنبأ بمقتل علي، وتعددت رواياتهم حول ذلك ومنها:«يا علي أبكي لما يُسْتَحَلُّ منك في هذا الشهر، كأني بك و أنت تريد أن تُصلِّي وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة صالح، يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك»[114][115].
ويعتقد بعض من المسلمين خاصة في أفغانستان أن جسد علي بن أبي طالب مدفون بالمسجد الأزرق بمدينة مزار شريف الأفغانية؛ مستندين إلى روايات تقول أن أبا مسلم الخراساني قام بنقل جثمان علي سرا بمساعدة بعض فرسانه إلى تل حمران بقرية بلخ شمال أفغانستان، حتى جاء السلطان حسين بيقرة فبني المرقد الحالي في ذلك المكان عام 1480 حسب الروايات الأفغانية. [116][117]

[عدل] بعد مماته
رحل علي بن أبي طالب تاركا خلفه الفتنة مشتعلة بين المسلمين، واستلم الخلافة من بعده ابنه الحسن بن علي وبايعه الناس في الكوفة، واستمرت خلافته ستة أشهر، وقيل ثمانية، وانتهت خلافته فيما عرف بعام الجماعة بصلح الحسن مع معاوية وتنازله عن الحكم حقنا لدماء المسلمين [118]، ويقال أن قبوله للصلح يرجع لضعف موقفه حيث استطاع معاوية بسط نفوذه على الشام ومصر وكانت جيوش الحسن ضعفت بعد قتال الخوارج. كما تذكر بعض المصادر أن إحد بنود الصلح كانت أن يكون الأمر بعد موت معاوية للحسن ثم لأخيه الحسين. يذكر ابن كثير وابن الأثير أن الحسين بن علي كان رافضا صلح أخيه مع معاوية، وأنه كان يريد السير على نهج أبيه والقتال حتى النهاية، ومع إصرار أخيه الشديد سلم بالأمر [119][120]، بعد وفاة الحسن ثم معاوية أعلن الحسين ثورته ضد يزيد بن معاوية، وقتل في معركة كربلاء في مواجهة جيش يزيد. تقول بعض المصادر أن في الفترة الأموية استحدثت سنة سب علي على المنابر حتى ابطلها عمر بن عبد العزيز [121].

[عدل] مكانته
اختلف المسلمون عبر التاريخ الإسلامي في مكانة علي بن أبي طالب، وقد ترواحت اعتقادات الطوائف الإسلامية من الاعتقاد بألوهيته إلى الاعتقاد بعصمته ثم الاعتقاد بفضله وحتى الاعتقاد بكفره، ولكن غالبية المسلمين أجمعوا على فضله ومكانته.

[عدل] أهل السنة والجماعة
يعتبر أهل السنة والجماعة علي بن أبي طالب أحد الصحابة ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يعتقدون بوصايته، لكنه أحد عظماء الإسلام عندهم [122]. كما يعتقدون أنه أفضل أمة المسلمين باستثناء الرسول محمد وأبي بكر وعمر وعثمان. ويرون أن منظورهم تجاه علي يعد وسطا بين الخوارج والنواصب من جهة وبين فرق الشيعة المختلفة من جهة أخرى، فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقا لحديث الرسول محمد الذي قال: «خير الأمور أوسطها» [123]. وعادة ما يفسرون الخلافات التي تحدث بين علي وغيره من الصحابة بأنه اختلاف اجتهادي من صحابة عدول وليس خلاف دنيوي أو صراع على السلطة أو غيره وفقاً لعقيدة عدالة الصحابة.

[عدل] الشيعة الإمامية
يرى علماء الشيعة الإمامية أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الشرعي للمسلمين ويسمونه بالوصيّ، كما يعتقدون بعصمة علي بن أبي طالب من الخطأ إلى جانب عصمته من السهو والنسيان هو والنبي وأهل البيت [124]، وقال بعضهم أن علي بن أبي طالب أفضل من الأنبياء والرسل بما فيهم أولي العزم من الرسل كإبراهيم وموسى وعيسى باستثناء الرسول محمد، وأيضا يقول بعض علماء الاثنا عشرية بأن علي بن أبي طالب مساو للرسول محمد إلا في النبوة [125][126][127]، وقد قال الخميني أحد كبار مراجع الشيعة المعاصرين عن عقيدة الإثناعشرية في علي بن أبي طالب: «إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل [128]». ووفقاً لهذا المعتقد فإنهم يرفضون أي رواية يظهر فيها اختلاف بين آراء علي وغيره ممن يعتبروهم معصومين مثل محمد وفاطمة وابنيه الحسن والحسين.
يتوافد الزوار من الشيعة الإمامية لزيارة مرقد الإمام علي في النجف ويقومون بتلاوة الزيارات حيث يعتبر من أكثر الأماكن المقدسة لديهم مثل زيارة أمين الله [129] وزيارة أمير المؤمنين [130]. كما يبدأ الإمامية طوافهم حول الكعبة بدءاً من موضع يسمى المستجار قبل الركن اليماني من الكعبة وذلك أثناء آداء مناسك الحج أو العمرة، حيث يعتقدوا أنه فتح لفاطمة بنت أسد أم علي لتلده داخل الكعبة [6].

[عدل] الشيعة الزيدية
تعتقد الشيعة الزيدية وهي اسمٌ عامٌّ للمُنْتسبين إلى الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ ، وهم أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ من بعده، وأتباعهمأن الامام علي بن أبي طالب الذي يعتقدون انهو أفضل أمة محمد بعد الرسول ثم تأتي فاطمة والحسن والحسين ومن بعدهم ذرية الامام علي علية السلام وقد سميت الزيدية زيدية لموافقتهم لإمام الأئمة زيد بن علي ـ عليهم السلام ـ في التوحيد، والعدل، والإمامة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والخروج على أئمة الجووالظلم وفتحه باب الجهاد في سبيل الله تعالى، بالتالي فالشيعة الزيديةكما قال عبدالله بن الحسن ـ عليهما السلام ـ:"العَلَمُ بيننا وبين الناس: عليُّ بنُ أبي طالبٍ، والعَلَمُ بيننا وبين الشيعة: زيدُ بنُ عليٍّ ولايرون صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، كما يعتقدون أن الرسول أوصى لعلي بن أبي طالب بالخلافة، كما ولا تعتقد الشيعة الزيدية أن عليا بن أبي طالب أفضل من الأنبياء والرسل، كما لا تعتقد بأنه معصوم [131].

[عدل] الصوفية
يعتقد بعض الصوفية أن علي هو الخليفة والولي بالنص من الرسول [132]، بينما تعتقد أغلب فرق الصوفية المنتسبة لأهل السنة بأن علي صحابي له مكانة دينية عظيمة [133]، لكنه ليس خليفة وإن كان من أولياء الله الصالحين وكبير علماء الصوفية، كما يرجع نسب جميع مشايخ الطرق الصوفية إلى علي بن أبي طالب حسب اعتقادهم.

[عدل] الفرق المنقرضة
تقول بعض المصادر أن جماعة عبد الله بن سبأ المعروفة باسم السبئية كانت تؤمن بألوهية علي بن أبي طالب [105]، كما اتُهمت بعض الفرق بالغلو لاعتقادها بتأليه علي بن أبي طالب، ويعتقد البعض أن هناك بعض الفرق الشيعية باطنية أي أنها تخفي عقائدها الحقيقية ومنها الاعتقاد بألوهية علي. أغلب الفرق المتهمة بالغلو والباطنية انقرضت وإن كانت فرق كالنصيرية والدرزية توصف بالباطنية في الوقت الحالي من قبل بعض علماء السنة والإمامية.
ويقول الخوارج بكفر علي بن أبي طالب حين قبل بوثيقة التحكيم التي عرضها عليه معاوية بن أبي سفيان، وخلع نفسه من إمارة المؤمنين وساوى نفسه بمعاوية وهو وال من ولاة الدولة، ويعتقدون أن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله الذي يقضي بتأييد حق علي في الخلافة ووفقا لعقيدتهم فإن كل من يرتكب إثما فهو كافر [134][135]، وقد قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم.
كما ظهرت بين المسلمين في القرون الأولى جماعات أخرى تقلل من شأن علي أو تفسقه أطلق عليها اسم النواصب. ويطلق لقب ناصبي بصفة عامة على كل من يعادي علي وآل البيت.

[عدل] الباحثين المعاصرين
يعتبر الكثير من الباحثين المعاصرين أن سيرة علي بن أبي طالب وغيره من الشخصيات الإسلامية تم التلاعب بها للتعظيم من شأنه وإضفاء القدسية عليه أحيانا والتقليل من مكانته أحيانا أخرى وذلك لخدمة مصالح سياسية معينة. على سبيل المثال يقول البعض أن عبد الله بن سبأ سبب الخلاف بين علي وعمر بن الخطاب لكن علي الوردي وصف هذا التحليل بالتافه، ويضيف الوردي انه لا يمكن لشخص واحد مهما كان ذكياً أن يعبث هذا العبث الكبير. ويرى البعض من الباحثين المعاصرين أن الدولة الصفوية هي التي عمدت إلى المبالغة في تقديس علي وتعظيم الخلاف بين علي والصحابة مثل عمر في صراعها مع الدولة العثمانية، ومن رواد هذا التحليل علي شريعتي وحسن العلوي حيث أن حسن العلوي اول من تطرق إلى هذا التحليل في كتاب "دماء على نهر الكرخة". كما يقول بعض الباحثين مثل أحمد صبحي منصور أن الأمويين قاموا بالتقليل من شأن علي ورفع شأن معاوية عبر نشر روايات ملفقة يرويها القصاصين في المساجد والشوارع كما رواها بعض الصحابة منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن أبي شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير، فضلا عن لعن علي على المنابر مع كل صلاة [26].

[عدل] غير المسلمين
وبالنسبة لرؤى غير المسلمين فقد أثنى عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير [136][137]. وقال عنه الشاعر جبران خليل جبران: «إن علي بن أبي طالب كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله» [133]. والبعض الآخر من غير المسلمين لديه رؤى سلبية تجاه علي مثل هنري لامينز. [138].

[عدل] علمه
عُرف علي بن أبي طالب بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية [139]. فقد عرف ببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية [140]، كما ذُكر له وصف الذرة [141]. وكان متمكنا من علوم اللغة كالنحو والبلاغة [142]، فكان معلم أبي الأسود الدؤلي[143]، ويقال أنه أول من صنف كتابا بالفقه [144] وكان معلم ابن عباس[145]. وكان يحث الناس على سؤاله حرصا منه على نشر العلم [146][147]، بل تروى بعض المصادر الشيعية ان حتى خادمته فضة كانت تعلم علم الكيمياء [148].

[عدل] تراثه

إحدى صفحات نسخة قديمة من نهج البلاغة.
كتاب نهج البلاغة : يعتبر كتاب نهج البلاغة من أهم الكتب الشيعية التي تحتوي على حكم وأقوال علي بن أبي طالب، وقد جمعه الشريف الرضي بينما يرى بعض أهل السنة عدم صحة نسب هذا الكتاب لعلي بن أبي طالب [149][150]. وهو من الكتب المعتبرة لدى الشيعة والكثير من الصوفية حيث يعتبرونه من أحد أهم الأعمال الفقهية والدينية والسياسية في الإسلام [151][132]. وقد تم تأليف شروح وتعليقات على الكتاب من محتلف الكتّاب السنة والشيعة مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. [152] وشرح الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبدة مفتي الديار المصرية سابقاً.
كتاب أنوار العقول من أشعار وصي الرسول : كذلك منسوب لعلي بن أبي طالب ديوان شعر يعرف باسم "أنوار العقول من أشعار وصي الرسول" وهو ديوان فيه أشعار بقوافي جميع أحرف الهجاء، وجدير بالذكر أن مؤلفه هو قطب الدين الكيدري وهو عالم شيعي إثناعشري توفي عام 610 هـ [153].
كتاب غرر الحكم ودرر الكلم: فيه حكم وأقوال قصيرة لعلي جمعه عبد الواحد الآمدي التميمي المتوفى سنة 550 هـ.
كتاب نهج البردة : وهناك مخطوط لكتاب "نهج البردة" ينسب لعلي بن ابي طالب محفوظ في مكتبة الروضة الحيدرية الشيعية في النجف [154].
ثلاثة مصاحف بخط يده : علي من كتاب الوحي ويقال أنه أول من جمع القرآن، فينسب له ثلاثة مصاحف مكتوبة بخط يده أولها محفوظ بمتحف صنعاء [155] والثاني محفوظ بمكتبة رضا رامبور بالهند [156]، أما المصحف الثالث فيمتلك المركز الوطني للمخطوطات بالعراق إثنتي عشرة صفحة منه وباقي المصحف محفوظ في مكتبة أمير المؤمنين في االنجف [157].
أحاديث : كذلك روى علي بن أبي طالب عن النبي محمد ص عددا من الأحاديث.

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بعلي بن أبي طالب، في ويكي الاقتباس.
أقواله : من أقواله:«أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه» [158].
ومن الشعر المنسوب له: [159]
أشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيك
ولا تجـزع من الموت إذا حـل بواديك
فأن الدرع والبيضة يوم الروع تكفيك
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
وحسب مصادر الشيعة الإثناعشرية فإن له أدعية مأثورة منها دعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء يستشير [160]. كذلك روى علي بن أبي طالب عن النبي عددا من الأحاديث ، ويوجد الكثير من أخبار ومواقف وسيرة علي بن ابي طالب مقيدة في أحد أهم كتب الطائفة الإثناعشرية وهو كتاب كتاب سليم بن قيس لمؤلفه سليم بن قيس الهلالي الذي صحب علي وأخذ الأخبار عنه [161].
وقد قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان: «قول علي ابن أبي طالب يا مالك إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي. [162][163]

[عدل] شخصه
ذُكر في الاستيعاب عن شكله: «كان رجلاً آدم شديد الأدمة مقبل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر لا يخضب‏»[3]. ويعتبر المسلمون علي بن أبي طالب أحد النماذج التي يحتذى بها في دينه وأخلاقه وتعاملاته فهو أحد أفضل الصحابة العدول عند السنة وهو الشخص المعصوم المتكامل لدى الشيعة، ويتميز بالشجاعة والبلاغة بشكل أساسي كما يوجد الكثير من الأحاديث عن كرمه وزهده وعدله وغيرها من الصفات في المصادر الإسلامية.

[عدل] شخصيته في الفن والأدب
اهتمت الكثير من الأعمال الفنية والأدبية بعلي بن أبي طالب، وتناولت العديد من الكتب حياة علي بن أبي طالب لمؤلفين وكتاب من المسلمين؛ منها مناقب الأسد الغالب للجزري، خصائص أمير المؤمنين للنسائي، وفي العصر الحديث هناك كتاب عبقرية الإمام علي لعباس محمود العقاد ضمن سلسلة العبقريات الإسلامية، وتناول في الكتاب نشأته وثقافته ونبوغه الادبي في الشعر والفصاحة والبلاغة، كما يتحدث عن حياته كخليفة ورجل سياسة، وسماه الشهيد أبا الشهداء [164]. كما ألف الدكتور طه حسين كتاب الفتنة الكبرى وكان الجزء الثاني منه بعنوان "علي وبنوه" جاء فيه: «كان الفرق بين علي ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون» [165][133].
ولعلي الكثير من التصاوير منها رسم يفترض أنه تم رسمه على جلد غزال من قبل شخص معاصر له، وهناك نسختان منها أحدهما محفوظة في المتحف الإيطالي بروما، والأخرى باللوفر[166]، أما باقي التصاوير فتعتمد على صفاته المروية، وفي كثير من الصور يظهر علي وبقربه أسد رابض كناية عن إحدى كراماته.

[عدل] ألقابه
من ألقابه:
ولي الله: حيث يقول بعض المفسرين مثل الطوسي أنه نزلت فيه آية :(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) [167][168]
حيدرة: وتعني الأسد. [169][170]
المرتضى. [170]
أمير المؤمنين: تعتبره بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين [171][172]، بينما تشير الروايات السنية أن عمر بن الخطاب أول من تسمى بأمير المؤمنين.
يعسوب المؤمنين ويعسوب الدين. [173][169]
الصديق الأكبر. [173]
الفاروق الاعظم. [173]
باب مدينة العلم :وهي تسمية مستندة لحديث عن محمد يقول فيه: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وهو حديث يقبله كل الشيعة وبعض أهل السنة كالسيوطي الذي ذكر في كتابه تاريخ الخلفاء أنه حسن [174]، أما السلفية يرفضون هذا الحديث [175][176][177].
وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة.
شهيد المحراب: لأنه قتل اثناء الصلاة. [108]
ويكنى: [170]
أبو الحسن.
أبو تراب.
أبو السبطين.
أبو الحسنين.
أبو الريحانتين.

[عدل] زوجاته وذريته
من أشهر زوجات علي بن أبي طالب وما ملكت يمينه:
فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله. أم:
الحسن بن علي.
الحسين بن علي.
المحسن بن علي. (مختلف عليه)
زينب بنت علي.
أم كلثوم بنت علي.
أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية. أم:
العباس بن علي.
عثمان.
جعفر.
عبد الله.
قتلوا جميعا في كربلاء.
ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية.
أم أبي بكر -قتل في كربلاء- وعبيد الله -قتله المختار الثقفي-.
أسماء بنت عميس الخثعمية.
أم يحيى وعون.
أم حبيبة بنت زمعة بن بحر التغلبية.
أم عمر ورقية.
أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية.
أم رملة الكبرى وأم الحسن.
ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية.
ولدت له علي ابنة واحدة ماتت صغيرة.
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العَبْشَمِيّة (أي من بني عبد شمس من قريش)، وأمها زينب بنت النبي محمد.
أم محمد الأوسط.
خولة بنت جعفر بن قيس الحَنَفِيّة.
وكانت من سبايا حرب اليمامة. أنجبت له محمدا الأكبر وهو محمد بن الحنفية، سمي بذلك نسبة إلى أمه التي من قبيلة بني حنيفة.
كانت لعلي كثيرٌ من السرايا وقد مات وله ١٩ سَرِيّة.[178]
نسله: (ويطلق على نسله السادة وهم نسل الحسين أو الأشراف وهو نسل الحسن):
الأئمة الإثني عشر
الأدارسة
الفاطميون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق